سعودية ثرية تتزوج من الطفل الذي ربته يتيما وتقول حاولت أن أزوجه ولكنني لم أنجح فتزوجت منه
الزواج حق لكل إنسان بصرف النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه، وتبعاً لهذا الحق فإن أي رجل وامرأة إذا حصل بينهما توافق فكري وعاطفي، وقررا أن يتوجا هذا التوافق بالزواج فإنه لا يحق لأي كان أن يحتج على زواجهما أو يستغرب حدوثه، لكن هذا الرأي العام هل يصلح في حالة هذه المرأة التي تزوجت من ربيبها الذي يصغرها بـ 26 سنة؟
لم أكن أطيق فراقه ولم يكن بيدي حيلة سوى هذا الحل» بهذه العبارة استقبلت منى. ر. أول سؤال لنا عن سبب إقدامها على هذا الزواج، حيث تقول : صدقوني انني لم أخطط لهذا الزواج ولم أرتب له ولكنني اضطررت له لأسباب كثيرة من أهمها أنني لم أتحمل أن افترق عن عبد الله وأصبح غريبة عنه بعد أن كنت أرعاه وأعتني به وألاعبه عندما كان صغيراً، فمنذ أن كان في سن السابعة من عمره وهو يعيش معي في بيتي وأنا التي أناوله طعامه وأغير ملابسه وأهتم بدراسته وكنت في تلك الفترة أعامله مثل أبنائي الذين خرجوا من بطني.
ولماذا أنت التي ربيت عبد الله؟ أين هم أهله ؟ ـ هذه قصة قديمة تعود إلى حوالي ستة عشر عاما عندما تعرض أهل عبد الله إلى حادث مروري وهم في رحلة سياحية إلى مدينة أبها في جنوب المملكة وفي هذا الحادث توفي أهل عبد الله كلهم ولم ينج من الحادث سواه، وقد نشرت الصحف في تلك الفترة خبر هذا الحادث، فانتقل عبدالله ليعيش عند جدته من جهة أمه، ولكنها كانت سيدة كبيرة في السن ومريضة تحتاج إلى من يرعاها، فقمت بزيارتها بعد الحادث لتقديم العزاء لها وفي تلك الزيارة طلبت منها أن توافق على أن اصطحب عبد الله معي ليعيش مع أولادي، فلم تمانع جدته لعلمها بالعلاقة القوية التي كانت تربطني بوالدته رحمها الله، ولكنها اشترطت موافقة أعمام عبد الله على هذا الأمر، وبعد عدة اتصالات مع أعمامه أبدوا موافقتهم خاصة أن زوجي قريب لهم فانتقل عبدالله إلى منزلي.
الزوجة: حاولت أن أزوجه من فتاة ولكنني لم أنجح فتزوجت منه!
عبدالله الصغير.. كبر!
كنت في تلك الفترة متزوجة ولديك أبناء ؟ ـ نعم كنت متزوجة وزوجي من أقرباء أهل عبدالله وكان لدي ابنة وبعد سنة من انتقاله إلى منزلنا، رزقت بابن ثم رزقت بابن ثان، وبعد ثلاث سنوات من ولادة ابني الثاني توفي زوجي بسبب جلطة دماغية تعرض لها ولم تمهله سوى أيام قليلة، وبعد وفاة زوجي استمر عبدالله بالعيش معنا في نفس البيت، وكان يذهب إلى أعمامه في فترات متقطعة ويبقى عندهم لأيام محدودة، وفي تلك الفترة كانت علاقتي به كعلاقة الأم بابنها ولكن مع تقدمه في العمر وبلوغه مرحلة المراهقة تغيرت الأمور، فقد حضر أحد أعمامه إلينا وطلب أن ينتقل معه إلى منزله، حيث أصبح شاباً وأنه لا يجوز له البقاء معي في نفس المنزل لأنه ليس من محارمي، وقد كان وقوع هذه الكلمات علي أشبه بالزلزال، فقد كنت دائما أرى عبد الله كأحد أبنائي ولم أتصور أن يأتي يوم اضطر فيه إلى أن أغطي وجهي عنه أو أن أعامله كرجل غريب عني بعد أن كنت أحمله بين يدي وألاعبه في صغره، وأمام رغبة عمه لم يكن لي أو لعبدالله حق الاعتراض، فانتقل إلى منزل عمه وانقطع عني وعن أبنائي لمدة سنتين وكان في هذه الفترة يتصل بي ويشكو لي من عمه ومن أبناء عمه الذين يضربونه، ومع تعدد اتصالاته بي قررت أن أتصل بعمه وأطلب منه أن يسمح بعودته ليعيش معنا، وخطر في ذهني أن أقدم له بعض الإغراءات المادية بشكل غير مباشر نظير موافقته وذلك لعلمي أن حالته المادية كانت ضعيفة وأنا بحمد الله أمتلك الكثير من المال والعقارات التي ورثتها عن زوجي، وفعلاً نجحت خطتي هذه ووافق عمه على أن يعود عبدالله إلي بشرط أن تخصص له غرفه خارجية في المنزل. < وهل كان زواجك من عبدالله بعد عودته مباشرة ؟
ـ لا لم أتزوجه في تلك الفترة فقد كان عمره لا يتجاوز السادسة عشرة، لكن التغير الذي حصل أن ابنتي تزوجت بعد عودته إلينا بسنة وبعدها بثلاث سنوات سافر ابني الذي يلي ابنتي بالعمر إلى أمريكا وذلك للدراسة بالجامعة، وبعد سنتين لحق به شقيقه الأصغر، ولم يبق في المنزل إلا أنا وعبدالله، وكان عبدالله في تلك الفترة هو الذي يتولى الإشراف على أعمالي وهو الذي يتابع تحصيل الإيجارات من العمارات التي كنت أمتلكها مع أبنائي، بل كان ساعدي الذي اعتمد عليه، وفي تلك الأيام صرح لي بأنه يود الزواج وطلب مني أن أبحث له عن فتاة، وأصدقكم القول أنني فرحت له كثيراً واجتهدت في البحث له، لكنني لم أوفق نهائياً فقد كان يرفض من العوائل التي يتقدم لها، وقد حاولت أن أغري هذه العوائل بالمال، حيث كنت أعدهم بمهر كبير في حال موافقتهم ولكنني لم أفلح، وفي أحد الأيام عندما كنت عائدة إلى المنزل برفقته أخذت أخفف عليه واعده بأنني سوف أجد له زوجة قال لي: «إذا لم أجد فتاة يا خالة سوف أتزوجك أنت» وقد قال لي هذه العبارة بأسلوب أقرب ما يكون إلى المزاح ولهذا لم أعر عبارته أي اهتمام، ومع مرور الأيام قال نفس العبارة لي في مناسبة أخرى فشعرت بأنه جاد في حديثه.
الرأي الشرعي
يقول الشيخ محمد الحسياني إمام وخطيب جامع طارق بن زياد بعد إطلاعه على حالة منى وزوجها عبدالله: إن الطريقة التي حصل بها زواج هذين الزوجين غريبة ومرت عبر قنوات متشعبة، فهذه المرأة كانت قد تولت عبدالله بالرعاية والتربية الاهتمام عندما كان طفلاً ومن ثم قامت بالزواج به ومع أن الدين الإسلامي بنصوصه القرآنية وأحاديثه النبوية لا يمنعهما منعاً صريحاً من الزواج إلا أن ظروف الزواج هي التي تجعل من مسألة تقبل فكرة الزواج بينهما غير مقبولة أو على الأصح غير مستحبة، فهذا الفتى اعتاد طيلة عمره أن يعتبر هذه المرأة كأنها أمه وتعامل معها وفق هذا المنظور فكيف سوف يتعامل معها على أنها زوجته؟ والجانب المخيف في هذا الجانب هو أن يستسهل البعض هذه المسألة ويلجأ الرجل إلى تربية فتاة يتيمة وعندما تكبر يتزوجها أو تقوم امرأة أخرى بتربية فتى يتيم ومن ثم تتزوجه مثلما حدث مع هذه المرأة وتصبح الغاية من التبني ليس طلب الأجر والثواب، بل من اجل تربية زوجة أو زوج للمستقبل. وأنا أنصح هذين الزوجين بضرورة إيجاد حل للمسألة التي وقعا بها وأن يستغفرا الله عما فعلاه كما أحذر المجتمع من الوقوع بمثل ما وقع به هذان الزوجان0